ألا تخجلون من توزيع الحلوى فرحاً بتفجير الضاحية
د.نسيب حطيط
للمرة الثانية يوزع بعض اللبنانيين الحلوى فرحاً بقتل أخوتهم اللبنانيين في الضاحية كما خبز اليهود خبزهم بدم المسيحيين في عيد الفصح اليهودي...!
عندما يصبح القتل والذبح للخصم العقائدي والسياسي مستباحاً عند التكفيريين ومحمياً من المسؤولين السياسيين والروحيين وبعضهم من الرسميين يطرح السؤال الغريب... هل سيبقى لبنان بلداً موحدا أو شعبا واحدا ، وعندما يسكت رافعوا شعار ثقافة الحياة عن ثقافة القتل الإرهابي الجبان ضد المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ على أرصفة الشوارع في الضاحية وفي بيوتهم وليس على جبهة عسكرية أو مركز حزبي، عندما تصبح الهوية المذهبية بطاقة مرور للموت والإبعاد من الخليج أو الحصار في أوروبا ويعاقب المجتمع الدولي والمحلي طائفة بكاملها بحجة حصار المقاومة...أليس ذلك جبناً وإجراماً وعدم إنسانية وقلة في الشهامة والأخلاق !
هل يظن البعض أن القتل والتفجير سيلوي ذراع أهل المقاومة ليتراجعوا ويتركوا أبنائهم المقاومين في العراء لتقتلهم إسرائيل وحلفائها ... ألا يعرف المطالبون بإعدام الضاحية وإهلها بأن المقاومة هي مجموع أبناء الطائفة وأن كل بيت يخرج منه مقاوم أو أكثر ... فهل يستطيعون قتل طائفة بأكملها مثل مجازر الأرمن أو غيرها.
الغريب أن يتمادى البعض في تحريضهم وتهيئة البيئة الحاضنة للإرهاب تنفيذاً لأوامر خارجية وثأراً لأحقاد ذاتية ويراهنون على وضع المقاومة أمام خيارين وكلاهما يصب في خانة المؤامرة الداخلية والخارجية ومصلحة العدو الإسرائيلي.
أولاً : أن تقوم المقاومة بالرد وهي قادرة على ذلك فتشتعل الفتنة المذهبية وهذا ما يريده العدو.
ثانياً : أن تسكت المقاومة حرصاً على السلم الأهلي وعدم الغرق في الفتنة والمعارك الداخلية فتنهال عليها الضربات لإنهاكها وتحريض أهلها ضدها إتقاءً للخسائر اللاحقة من السيارات المفخخة والقلق والخوف الدائم.
ولكن للمقاومة خيارات أخرى أكثر إيلاماً وفق الأطر الشرعية والإنسانية والوطنية فهي لا تزال تراهن أن يستيقظ البعض من مغامراتهم وأحقادهم ويتنبهوا أن الوحش التكفيري الإرهابي الذين يحمونها ويسلحونه لاعتبارات مذهبية وسياسية سينقلب عليهم في لحظة ما والمشهد السوري وحروب العصابات المسلحة التكفيرية فيما بينها والتصفيات تنافساً على النفوذ والمغانم خير دليل.
لقد انهزم المارينز والمتعددة الجنسيات عند أقدام الضاحية وانهزمت إسرائيل عام 1982 وعام 2006 عند أقدام الضاحية وأنهزم المشروع التدميري في الحرب الأهلية عند أقدام الضاحية وكانت إنتفاضة 6 شباط عام 1984.
لقد هزمت الضاحية وأهلها ومعها كل الوطنيين الشرفاء من كل الطوائف والمناطق والأحزاب أعدائها الكبار ولن تكون قاصرة عن هزيمة كلابهم المسعورة والمأجورة والجبانة !!
إننا نطالب بإسم أهالي الشهداء بتسليم المطلوبين و المتهمين اللاجئين إلى بعض المخيمات الفلسطينية وإدانة المحرضين والداعمين للفكر التكفيري والراعين للخطاب التحريضي فهم شركاء في الجريمة سياسياً ومعنوياً ومن يشكل فرق الدفاع عن قتلة الجيش اللبناني ويحميهم ويعمم الخطاب المذهبي التحريضي لن يكون بمنأى عن الحريق إذا اشتعل، ومن يظن أنه يستطيع الإستعانة بالعدو الإسرائيلي لهزيمة المقاومة فهو خاطئ وواهم
إننا نعتبر أن متفجرة بئر العبد هي استكمال لمتفجرة بئر العبد الأميركية- الإسرائيلية عام 1985 وأن التفجيرات القادمة والسابقة هي إسرائيلية ومن نفذها ورعاها وأمن الحماية لمنفذيها فهو إسرائيلي سواء قصد أو لم يقصد و سيتم التعامل مع كل هؤلاء بأنهم إسرائيليون وعملاء ...والتصدي لهم ليس وقوعاً في الفتنةبل حصارومنع لها ، ولا يراهنن أحد على حرصنا ... فالحرص أن نجتث العملاء ونقاوم الغزاة وعملاؤهم !!
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والعزاء والتحية لأهلنا ..والخزي للعار للمجرمين وللصامتين وللشامتين
وقل للشامتين بنا ... سيلقى الشامتون مالقينا ....ولكن ليس بأيدينا !